اختتمت دبي المؤتمر والمعرض العالمي لمستلزمات وحلول التعليم GESS وهو أكبر معرض للتعليم في الشرق الأوسط ويهتم بتقديم فرصة للطلاع على أحدث الاتجاهات والتطورات في مجال التعليم من الخبراء الرائدين في العالم. ويمكّن الزوار من استكشاف مجموعة واسعة من المنتجات والحلول التي تركز على التعليم وتقوم بعرضها أكثر من 550 شركة إماراتية ودولية.
وأخذت التقنية حيزاً كبيراً من المعرض والاهتمام حيث يشير القائمون على المعرض إلى أن ” التكنولوجيا تلعب دوراً رئيسياً في تحويل عملية التعلم في منطقة الخليج، حيث تستثمر مؤسسات التعليم بكثافة للتحول من الفصول الدراسية القائمة على المحاضرات إلى بيئات التعلم التفاعلي”. ويؤكد باتريك هايز، مدير اتحاد موردي التعليم البريطاني بأن التقنية ليست مهمة فقط للطلاب بل إنها “تخفف عبء المعلمين حيث يدفع المعلمين في المملكة المتحدة نصف مليار جنيه سنوياً على التكنولوجيا”.
ويركز كثير من المشاركين والمختصين على أن الفصول الدراسية بحاجة لمؤازرة من الفصول الإلكترونية لكنها بحاجة لأن تستخدم بالطريقة الصحيحة، حيث يشدد دنكان كيمب، مدير تطوير الأعمال الدولية، في بيب توب pi-top على أن “استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح يؤدي إلى تحسين الدروس والتعلم. وأعني بشكل صحيح المدرسين والمعلمين الذين لديهم الثقة والمهارات اللازمة لتدريب الطلاب وإرشادهم وإحياء العديد من المواضيع المختلفة بفضل التكنولوجيا. فقد سمحت التكنولوجيا للمدرسين بالوصول إلى طرق تدريس جديدة لم تكن متوفرة من قبل، وهي تسمح للطلاب بأن يصبحوا أكثر إبداعًا، حيث يمكنهم ابتكار منتجات أو استخدام رموز لحل المشاكل المهمة بالنسبة لهم والتي يواجهونها في العالم الحقيقي.”
وفي هذا العالم المتغير الذي يحتاج لامتلاك العديد من المهارات، لم تغب المهارات المتقدمة عن GESS وهذا ما سلطت عليه الضوء معالي السيدة جميلة المهيري، عضو مجلس الوزراء الإماراتي ووزيرة الدولة لشؤون التعليم العام في حديثها بأن نجاح دولة الإمارات العربية المتحدة مرتبط بتزويد الطلاب بمهارات وقيم متقدمة مثل التعاطف والتسامح. حيث ذكرت المهيري بأنه “برزت الاتجاهات في طرق استخدام التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، قواعد البيانات المتسلسلة وغيرها من التطورات الأخيرة. من الضروري أن نتطرق لكل هذه التغييرات وأن نأخذ زمام المبادرة في دراستها وكيفية استخدامها لتطوير التعلم وعمليات التعلم. ومن المهم ألا تقتصر مسؤوليتنا على تعليم الطلاب وفق معايير التعليم الحديث، ولكن تشمل أيضاً إعداد أجيال متعاطفة ومتسامحة تدرك تماماً ما يدور من حولها. فطلابنا سيصبحون أفراداً مسؤولين يقومون بالخيارات الصحيحة التي تؤثر بشكل إيجابي على المجتمع ككل. فهذا هو مبدأ التعلم مدى الحياة الذي نودّ أن تطوره مدارسنا ليصبح راسخاً في ذهن طلابنا.”
ويؤكد من جهته ساليان ديلا كاسا رئيس قرصنة الهويات في Gleac أن النجاح في المستقبل يجب أن يكون نتيجة تطوير كل من قدرات التعليم الأساسية والمهارات الشخصية العملية، مثل التفكير النقدي والقيادة وصنع القرار والتعاون والتواصل، حيث يؤكد كاسا على ذلك بقوله: “تقوم العديد من الشركات الناجحة والتي تتطلّع إلى المستقبل بتطوير المهارات الشخصية العملية داخل مؤسساتها بشكل متزايد، كما تبحث عن هذه المهارات لدى الطلاب لأنها تساهم في تحقيق النجاح في مجال العمل والحياة.”
يشار إلى أنه بجانب المعرض، يقام المؤتمر الذي يعرض أكثر من 150 ورشة وجلسة حوارية حول التعليم في جميع جوانبه ويعد الملتقى الأبرز لتجمع التربويين في الشرق الأوسط مع أقرانهم حول العالم.