في يونيو 2025، شنت إيران هجومًا على إسرائيل ردًا على سلسلة ضربات إسرائيلية استباقية استهدفت منشآت نووية وشخصيات عسكرية بارزة داخل إيران. بدأت هذه الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة 13 يونيو، ضمن عملية أُطلق عليها اسم "الأسد الصاعد"، حيث استهدفت مواقع حساسة من بينها منشآت نووية في طهران وتبريز وأصفهان، بالإضافة إلى اغتيال شخصيات قيادية في الحرس الثوري مثل حسين سلامي ومحمد باقري، وتدمير مواقع مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية.
إيران اعتبرت هذه الهجمات تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي وسيادتها، ما دفعها إلى الرد بهجوم واسع باستخدام صواريخ وطائرات مسيّرة استهدفت عدة مواقع داخل إسرائيل، خاصة في تل أبيب وحيفا، تحت اسم "عملية الوعد الصادق 3".
هذا التصعيد جاء في سياق توتر طويل الأمد بين الطرفين، حيث تنظر إسرائيل إلى البرنامج النووي الإيراني كخطر وجودي، في حين ترى طهران أن إسرائيل تمارس عدوانًا مستمرًا ضدها من خلال عمليات الاغتيال والتخريب، مثل اغتيال القيادي الفلسطيني إسماعيل هنية في طهران في يوليو 2024.
كما أن التوقيت الذي اختارته إسرائيل لتنفيذ هجماتها تزامن مع مفاوضات نووية حساسة بين إيران والولايات المتحدة، مما أثار تكهنات بوجود تنسيق بين واشنطن وتل أبيب، رغم نفي الإدارة الأمريكية لذلك.
الرد الإيراني لم يكن مجرد انتقام، بل رسالة واضحة لإسرائيل والمجتمع الدولي بأنها قادرة على الرد المباشر واستهداف العمق الإسرائيلي، في محاولة لإعادة توازن الردع وإثبات قدرتها على الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية.